- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,360
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
حرب الأفيون. ( حرب الإمبراطورية البريطانية ضد الصين )
*********************************************************************************************************
حرب الأفيون الأولي .
---------------------------------------
الحروب دائماً لا أخلاقية ومنتهكة لكرامة وقيمة وحياة الإنسان ولكن بعض الحروب ترقي لمرتبة الشيطانية بامتياز ، منها تلك التي تسمي ب...
الزمان : بدايات القرن التاسع عشر .
المكان: الإمبراطورية الصينية التي تسمي السماوية.
قرأ الإمبراطور الصيني(تشانغ لونغ) رسالة الملك (جورج الأول) ملك الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس .
كانت الرسالة تطلب بوضوح فتح الموانئ والأسواق الصينية أمام المنتجات البريطانية التي تكدست بفعل التقدم الكبير في الصناعة في أوروبا عقب الثورة الصناعية، إلا أن رد الامبراطور كان أن ..
" الإمبراطورية الصينية السماوية لديها كل ما تحتاجه ولا تحتاج لإستيراد بضائع أخري"
* كان الإمبراطور الصيني يخشي من التمدد الأجنبي داخل بلاده وهو يري ما تفعله بريطانيا في الهند التي تقع علي حدوده ،لكن رده ذلك أثار غضب وحنق البريطانيين الذين يضطرون لدفع مقابل المنتجات التي يشترونها من الصين بالفضة دون أن يتمكنوا من تصدير الكثير من المنتجات لهم ،مما جعل الصين تبتلع كميات ضخمة من مخزون بريطانيا من الفضة، وكان لابد من مواجهة الأمر...
هنا برزت فكرة شيطانية في عقول البريطانيين ولم يترددوا لحظة في تنفيذها علي الفور ..
أوعزوا إلي مسؤلي شركة( الهند الشرقية ) التابعة للإمبراطورية البريطانية والمحتكرة للتجارة مع الصين بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية شمال الهند بالأفيون وتهريبه إلي الصين، و قد كان ...
وفي العام 1817 دخلت أول شحنة أفيون إلي الأراضي الصينية.
وتوالت الشحنات المهربة إلي الصين وخلال سنوات وصلت إحصائية مدمني الأفيون من الشعب الصيني إلي رقم صادم لا يمكن تصوره حقا...
90% من الرجال دون سن 40 سنة أصبحو يتعاطون الأفيون .
ولك أن تتصور الحالة الاجتماعية والاقتصادية للدولة بهذه الطريقة .
* أصدر الإمبراطور الصيني ( يونغ تشينغ ) مرسوما يمنع استيراد الأفيون تماماً ولكن شركة الهند الشرقية لم تلتفت إلي هذا المنع وظلت كميات مهولة منه تغرق الأسواق الصينية.
فقام الإمبراطور الصيني بإرسال أحد قادته إلي ميناء ( كانتون ) المنبع الرئيسي لتهريب الأفيون ومحط السفن البريطانية وأعطاه تفويضا كاملا للقيام بأي إجراء يراه مناسب.
وعندما رأي القائد الوضع هناك أرسل للإمبراطور يخبره أن الوضع لو استمر كذلك بضعة سنوات فلن تتمكن الصين من تكوين جيش لا ماديا ولا بشريا.
قام القائد الصيني بالقبض علي 1600 شخص والتحفظ علي آلاف الكيلوجرامات من الأفيون وقام بحرقها وأعلن الميناء منطقة محرمة علي السفن البريطانية، وهنا كان رد فعل بريطانيا العنيف ...
* قررت بريطانيا العظمي وقتها أن تشن حربا علي الصين من أجل إجبارها علي فتح موانئها لتجارة الأفيون .
وبسبب تفوق الأسلحة والمعدات الحربية في الأسطول البريطاني من جهة وبسبب خيانة من احد كبار قادة الجيش الصيني من جهة أخري نزل الجنود الذين ارسلتهم بريطانيا إلي ميناء (كانتون)
وتم احتلاله بسهولة ثم توغلت القوات البريطانية داخل المدن الصينية محتلة الكثير منها حتي وصلت إلي مشارف القصر الامبراطوري مما اضطر الإمبراطور الصيني لتوقيع اتفاقية مهينة مع البريطانيين في العام 1842.
* واضطرت الامبراطورية السماوية للتخلي عن جزء كبير من الساحل الغربي الصيني وكذلك التخلي عن هونج كونج لمصلحة البريطانيين ودفع تسعة ملايين دولار تعويضات للتجار بسبب حرق الأفيون ،وكذلك تخفيض الجمارك إلي نسبة ضئيلة جداً كما حصلت بريطانيا علي تحصين للتجار الذي يتعاملون معها من المحاكمات أمام القضاء الصيني .
وهنا دخل باقي المستعمرين الاوربيين علي الخط ..
فرنسا والولايات المتحدة طالبتا بالحرية والمساواة مع بريطانيا في تجارة الأفيون في الصين والإخاء بين الشعوب في صورة استعباد مزيد من الخنازير (وهو اللقب الذي كان البريطانيين يطلقونه علي العمال الصينيين)
لم تكن السلطات الصينية لترضي ببنود تلك الإتفاقيات المهينة ولكنها لم تكن تملك عسكريا القدرة علي صد المستعمرين فلجأت الصين للمماطلة والمحاكم الدولية لتجنب تنفيذ الاتفاقيات بينما واصلت بريطانيا إغراق الصين بالأفيون .
وجاء تفكير بريطانيا ومعها فرنسا هذه المرة في شن حرب تأديبية أخري علي الإمبراطورية الصينية لدفعها للرضوخ للمعاهدات، وبدا أن حرب استعمارية أخري تلوح في الأفق ، كانت تلك هي ...
حرب الأفيون الثانية .
" دخلت العصابتان البريطانية والفرنسية كاتدرائية آسيا. أحدهما قام بالنهب، والآخر قام بالحرق. وأحد هذين المنتصرين ملأ جيوبه والثاني ملأ صناديقه، ورجعا إلى أوروبا أيديهم في يد بعضٍ ضاحكين. إن الحكومات تتحول أحيانًا إلي لصوص ولكنّ الشعوب لا تفعل ذلك"
— فيكتور هوجو.
••••••••••••••••••••••••••••••••••
*رأينا كيف استطاعت الإمبراطورية البريطانية الإستعمارية استخدام أقذر الأساليب في حرب الإمبراطورية السماوية الصينية وكيف أنها جعلت من الأغلبية الساحقة من شعب الصين مدمنا علي الأفيون مما أدي لإنهيار اقتصادي اجتماعي في المجتمع الصيني ،وعندما حاولت السلطات الصينية مقاومة ومنع تلك الحرب الشيطانية القذرة ،ثارت الإمبراطورية البريطانية ودخل علي الخط الفرنسيين والأمريكان لمحاولة الحصول علي نصيب من الكعكة الصينية، وجاءت حرب الأفيون الثانية...
من الغريب علي قوي الإحتلال أن تبحث لها عن مبرر أخلاقي لشن الحروب علي مجتمعات آمنة، وهذا ما فعله البريطانيون والفرنسيون ...
* جاء العام 1858 لتتذرع بريطانيا بذريعة واهية لشن الحرب علي الصين فقد أعلنت السلطات البريطانية أن السلطات الصينية قد اعتدت علي سفينة ترفع العلم البريطاني أمام السواحل الصينية وفي تكملة للمشهد الهزلي أعلنت فرنسا أن السفينة كانت تقل مبشرا مسيحي فرنسي قتل في الإعتداء علي السفينة..
وكان هذا سبباً كافيا - من وجهة نظر المحتلين الأوربيين - لمهاجمة الأراضي الصينية .
وهذا ما حدث ...
* في البداية طالبت بريطانيا الإمبراطور بالاعتذار الرسمي عما حدث، ولكن قُوبل الطلب بالرفض القاطع، فنشبت الحرب الثانية، حرب أشد ضراوة من الحرب الأولي، فسارع نائب الإمبراطور إلى عرض التفاوض، إلا أن بريطانيا رفضت؛ إذ كانت تريد التفاوض مع الإمبراطور شخصيا، وأن توقع المعاهدة الجديدة في قلب القصر الإمبراطوري، وهو ما لاقى استهجانًا شديدًا من الجانب الصيني،ورغم ذلك فقد رضخ الصينيين في النهاية تحت وطأة المدافع البريطانية الفرنسية .
تم توقيع (معاهدة تيان-تسن) عام 1858، وحصلت دول الإحتلال على ما حاربت لأجله عشرين عامًا...
حرية تجارة الأفيون، وفتح أحد عشر ميناء صينيًا لذلك،
وحق إنشاء السفارات الأجنبية في بكين،
وحق فرنسا في إرسال بعثات تبشيرية،
وحماية من يدخل في المسيحية من الشعب الصيني.
* ورغم القوة العسكرية الكاسحة لأساطيل وقوات الإحتلال الأوربي ورغم ضعف وخنوع الشعب الصيني الذي أذهب الأفيون أي قوة أو همة لديه إلا أن بقايا كرامة لدي الصينين عطلت تنفيذ الاتفاقية المهينة لهم .
هذه المرة قامت القوات البريطانية الفرنسية باقتحام بكين حتي وصلت إلي القصر الإمبراطوري واقتحمته ففر الإمبراطور (شيان) وترك أخيه يتولي شؤون الحكم بينما قامت قوات الاحتلال بانتهاك القصر وإحراقه وظلت أعمال النهب والتخريب في العاصمة أربعة أيام كاملة وحتي تنتهي الحرب تماماً، اضطر الامبراطور لتوقيع أكثر الإتفاقيات إذلالا في تاريخ الصين...
دفع بموجبها أموالًا طائلة للمحتلين، ومن أشد ما جاء فيها ذلا ومهانة هو الموافقة الصريحة على تصدير الخنازير –العمال الصينين- إلى الأمريكتين.
إلي أي درجة وصلت عنصرية وحقارة المحتلين الأوربيين حتي يطلقون علي شعب كامل اسم الخنازير ؟
لكن الأسوأ لم يحدث بعد ...
فالجحيم كان في طريقة نقل العمال الصينيين إلي الولايات المتحدة .
* كان يتم نقل العمال الذين تم الحصول عليهم إما بالخطف أو بالإغراء الكاذب بالمال والحياة الأجمل، عبر سفن كبيرة إلى المناجم والمزارع ليقوموا بالعمل بالسخرة كعبيد في أسوأ ظروف ممكنة ، رغم اعتراضات الحكومة الإمبراطورية الدائمة.
وقد بلغ عدد العمال الذين تم نقلهم إلى سان فرانسيسكو وحدها 100 ألف عامل، وكانت البرتغال وأستراليا وغيرهما من الدول تستقبل «الخنازير» عبر مقاولين يتقاضون نسبة على كل «رأس» يحضرونها. كانت عمليات النقل تتم في ظروف غير آدمية علي الإطلاق ، بلغت معدلات الوفيات فيها 50% من المنقولين، حتى عرفت تلك السفن باسم «الجحيم العائم».
* بحلول العام 1861 كانت البعثتان الرسميتان البريطانية والفرنسية قد وصلتا إلى الصين، وتبعتهما بعثة روسيا ثم الولايات المتحدة، لتتحول الصين بذلك من إمبراطورية مستقلة ذات اكتفاء ذاتي إلى مستعمرة تحكمها الدول الأربعة.
والكارثة الأكبر أن وصل عدد مدمني الأفيون إلى 120 مليون صيني بحلول عام 1878.
* لم تهدأ نفوس العدد القليل من المتيقظين من الشعب الصيني وظلوا في ثورة علي تلك الاوضاع المذرية إلا أن قوي الإحتلال كانت قد وصلت تماماً لما تصبو إليه ونجحت كل من بريطانيا ثم فرنسا ثم روسيا والولايات المتحدة في جعل الأفيون في متناول يد كل أفراد الشعب الصيني وتغييبه أعواما طويلة عن الدنيا .
*ظلت الأمور مضطربة في الصين حتي العقد الأخير من القرن التاسع عشر وما زاد الأوضاع مأساوية هزيمة الصين أمام اليابان ودخول الأخيرة علي خط الاحتلال العرضي الصينية .
لكن ثورة عارمة دموية اندلعت في الصين عام 1899 ضد الوجود الأجنبي بكل أشكاله شكلت اول مسمار في نعش الاحتلال الأجنبي وسلاحه الاقذر في التاريخ الأفيون ، تلك كانت ...
ثورةالملاكمين .
ومنذ أن قررت بريطانيا - بخطة شيطانية - قذرة أن تغرق الشعب الصيني بالأفيون في العقد الثاني من القرن التاسع عشر وحتي آواخر هذا القرن وقد تغيرت الأوضاع تماماً في الصين .
أصبحت الأغلبية الساحقة من الشعب الصيني مدمنة أفيون وظلت الصين تتلقي الهزائم المتتالية من الإمبراطورية البريطانية وتوقع المعاهدات المذلة الواحدة تلو الأخري ،ثم دخلت علي الخط فرنسا وتلتها أمريكا وروسيا وأصبحت الصين مطمعا للمحتل الأوربي ..
* اقتطع الأوربيين أجزاء من الصين منه موانيء هامة أصبحت تحت سلطتهم تماماً ومنها مقاطعة (هونج كونج) التي لم تعد إلي السيادة الصينية إلا عام1997 .
في تلك الأثناء كان الصينين في أحط حالاتهم المعنوية والإقتصادية والإجتماعية علي مدار التاريخ بفعل الأفيون الذي غيب الشعب تماماً عن الحياة ،بينما كان الأوربيين يرتعون في الصين كما يحلو لهم .
كذلك كان للمفوضيات الأوروبية امتيازات تجعلها فوق المساءلة من قبل أي سلطة صينية، حتى أن اللصوص كانوا يختبئون خلف مقر البعثة الدبلوماسية الألمانية فلا يجرؤ رجال الأمن الصيني على المساس بهم. زادت عمليات النهب والسلب في محيط البعثات الدبلوماسية، وحين حاول السفير الألماني مخاطبة اللصوص للخروج وتسليم أنفسهم للشرطة الصينية قتلوه، فأرسلت الدول الأوروبية مزيدًا من الجنود للانتقام لمقتل السفير الألماني.
لكن تلك القوات - وللسخرية- انتقمت من الشعب الصيني وليس من اللصوص.
ثم جاءت الطامة الكبري التي أذهبت ما تبقي من كرامة عند الصينيين ..
حرب دخلتها الصين ضد جارتها اليابان انتهت بهزيمتها هزيمة مخزية عام 1895 .
الآن نحن نقترب سريعا من نهاية القرن التاسع عشر ، الأوضاع في الصين تسير من سيء لأسوء .
كل شيء يتغير وينحدر، أصبح المواطن الصيني يشعر بأنه غريب في بلده ،حتي أن الصيني العادي أصبح مواطن درجة ثانية بينما يفضل عليه الصيني الذي اتبع المبشرين الغربيين ودخل المسيحية، الأوضاع تغلي ،بركان ثائر في أعماق الصينين، اقتربت لحظات انفجاره، الآن نحن في العام 1899 ، لقد انفجر البركان الصيني الشعبي بالفعل في صورة ثورة عارمة أطلق عليها ...
---------------------------------------
ثورة الملاكمين.
كانوا فلاحين صينيين بسطاء يقطنون شمال الصين ،لكنهم قرروا الانتفاض ضد كل ما يمثله الغرب المحتل الخبيث، وقد أيدهم الإمبراطور في ذلك .
تجمعوا، تدربوا علي فنون القتال بالجسد حتي يصمدوا ضد رصاص الأوربيين، ومن هنا جاء الإسم..
الملاكمين.
واندلعت الشرارة الأولي للثورة من قري شمال الصين .
وفي طريقهم دمروا كل ما يرمز للغرب، حطموا الكنائس والمدارس التبشيرية المسيحية، هاجموا المبشرين الغربيين وحتي الصينيين الذين دخلوا المسيحية وقتلوا منهم من وقع تحت أيديهم، انضم إليهم عشرات الآلاف من الصينيين الحانقين علي المحتل .
وتحول الأمر إلي ثورة شعبية ضخمة .
تدحرجت كرة الثلج من الريف إلي المدن الكبري وبدأ الثوار يحاصرون المدن، ومنها بكين العاصمة.وفي بكين تم الفتك بكل ما هو غير صيني ...
من أجانب إلي مسيحيين إلي مدارس إلي مباني بعثات دبلوماسية وحتي خطوط سكك حديدية .
هنا قررت الإمبراطورة الأم الأرملة( تسو هسي) أن تستغل الأمر فأعلنت انحيازها للثوار كما أعلنت الحرب علي الدول الأوربية التي لها وجود في الأراضي الصينية وبذلك التصرف الذكي أبعدت نار الثورة عن أسرة ( تشينغ) الحاكمة وتركزت علي الأجانب المحتلين.
ولكن يبدو أن صراعا كان يدور داخل الأسرة الإمبراطورية الحاكمة نفسها، فقد أعلن السماح لجيش بريطاني بدخول الأراضي الصينية لوقف الثورة ولكن فور دخوله حاصره الثوار الصينيين وفتكوا به.
هنا أدرك المحتلين الأوربيين أنهم تعرضوا للخداع والغدر وقرروا الإنتقام سريعًا.
--------------------------------
*قررت سبع دول غربية أن تقيم تحالف لإخماد ثورة الملاكمين الصينية بمساعدة اليابان وهي :
النمسا ، فرنسا ، ألمانيا ، إيطاليا ، روسيا ، المملكة المتحدة والولايات المتحدة فأرسلت قوات مشتركة لإنهاء الثورة وإنقاذ الدبلوماسيين المحتجزين في بكين ، وعلى الرغم من شجاعة وكفاح الملاكمين إلا أن قوات الإحتلال نجحت في النهاية في استعادة بكين في الرابع عشر من أغسطس عام 1900م ، وفي ذلك الوقت ، قتل مئات الأجانب في بكين ،وكذلك الآلاف من المسيحيين وعشرات الآلاف من الثوار الصينيين بينما هربت الإمبراطورة خوفا علي نفسها وتركت من يفاوض المحتلين لشروط هدنة أكثر مهانة وذلا من كل ما سبق ...
الحكم بالإعدام علي مسؤلي حركة الملاكمين، ودفع تعويضات مهولة للأوربيين وتمركز قوات أجنبية بجوار كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية وغيرها من شروط لا تقبلها أي دولة ذات سيادة .
* انتهت حركة الملاكمين ولكنها كانت شرارة أطلقت في نفوس الصينين الأمل في التحرر من الإستغلال والاحتلال الأجنبي وما هي إلا سنوات قليلة حتي نبذ الصين الحكم الإمبراطوري والاحتلال الأجنبي وتحولت الصين إلي الجمهورية التي نري الآن .
*تذكر كتب التاريخ الغربية الآن ثورة الملاكمين بأنها ثورة همجية ضد الانتشاري المسيحي والحضاري الغربي بين أفراد الشعب الصيني.
بينما يتذكرها الصينيين بأنها الشرارة الأولي للثورة ضد الملكية والاحتلال.
-----------------------------------
أتمنى أن يكون المقال عن حرب الأفيون قد راق للقراء الأعزاء وأضاف لكم .
في انتظار الآراء حول الموضوع
المصدر : حرب الأفيون (سلسلة تاريخ الصين -مكتبة الشعب الصينية )
أحمد عبد الرحيم .
*********************************************************************************************************
حرب الأفيون الأولي .
---------------------------------------
الحروب دائماً لا أخلاقية ومنتهكة لكرامة وقيمة وحياة الإنسان ولكن بعض الحروب ترقي لمرتبة الشيطانية بامتياز ، منها تلك التي تسمي ب...
حرب الأفيون.
الزمان : بدايات القرن التاسع عشر .
المكان: الإمبراطورية الصينية التي تسمي السماوية.
قرأ الإمبراطور الصيني(تشانغ لونغ) رسالة الملك (جورج الأول) ملك الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس .
كانت الرسالة تطلب بوضوح فتح الموانئ والأسواق الصينية أمام المنتجات البريطانية التي تكدست بفعل التقدم الكبير في الصناعة في أوروبا عقب الثورة الصناعية، إلا أن رد الامبراطور كان أن ..
" الإمبراطورية الصينية السماوية لديها كل ما تحتاجه ولا تحتاج لإستيراد بضائع أخري"
* كان الإمبراطور الصيني يخشي من التمدد الأجنبي داخل بلاده وهو يري ما تفعله بريطانيا في الهند التي تقع علي حدوده ،لكن رده ذلك أثار غضب وحنق البريطانيين الذين يضطرون لدفع مقابل المنتجات التي يشترونها من الصين بالفضة دون أن يتمكنوا من تصدير الكثير من المنتجات لهم ،مما جعل الصين تبتلع كميات ضخمة من مخزون بريطانيا من الفضة، وكان لابد من مواجهة الأمر...
هنا برزت فكرة شيطانية في عقول البريطانيين ولم يترددوا لحظة في تنفيذها علي الفور ..
أوعزوا إلي مسؤلي شركة( الهند الشرقية ) التابعة للإمبراطورية البريطانية والمحتكرة للتجارة مع الصين بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية شمال الهند بالأفيون وتهريبه إلي الصين، و قد كان ...
وفي العام 1817 دخلت أول شحنة أفيون إلي الأراضي الصينية.
وتوالت الشحنات المهربة إلي الصين وخلال سنوات وصلت إحصائية مدمني الأفيون من الشعب الصيني إلي رقم صادم لا يمكن تصوره حقا...
90% من الرجال دون سن 40 سنة أصبحو يتعاطون الأفيون .
ولك أن تتصور الحالة الاجتماعية والاقتصادية للدولة بهذه الطريقة .
* أصدر الإمبراطور الصيني ( يونغ تشينغ ) مرسوما يمنع استيراد الأفيون تماماً ولكن شركة الهند الشرقية لم تلتفت إلي هذا المنع وظلت كميات مهولة منه تغرق الأسواق الصينية.
فقام الإمبراطور الصيني بإرسال أحد قادته إلي ميناء ( كانتون ) المنبع الرئيسي لتهريب الأفيون ومحط السفن البريطانية وأعطاه تفويضا كاملا للقيام بأي إجراء يراه مناسب.
وعندما رأي القائد الوضع هناك أرسل للإمبراطور يخبره أن الوضع لو استمر كذلك بضعة سنوات فلن تتمكن الصين من تكوين جيش لا ماديا ولا بشريا.
قام القائد الصيني بالقبض علي 1600 شخص والتحفظ علي آلاف الكيلوجرامات من الأفيون وقام بحرقها وأعلن الميناء منطقة محرمة علي السفن البريطانية، وهنا كان رد فعل بريطانيا العنيف ...
* قررت بريطانيا العظمي وقتها أن تشن حربا علي الصين من أجل إجبارها علي فتح موانئها لتجارة الأفيون .
وبسبب تفوق الأسلحة والمعدات الحربية في الأسطول البريطاني من جهة وبسبب خيانة من احد كبار قادة الجيش الصيني من جهة أخري نزل الجنود الذين ارسلتهم بريطانيا إلي ميناء (كانتون)
* واضطرت الامبراطورية السماوية للتخلي عن جزء كبير من الساحل الغربي الصيني وكذلك التخلي عن هونج كونج لمصلحة البريطانيين ودفع تسعة ملايين دولار تعويضات للتجار بسبب حرق الأفيون ،وكذلك تخفيض الجمارك إلي نسبة ضئيلة جداً كما حصلت بريطانيا علي تحصين للتجار الذي يتعاملون معها من المحاكمات أمام القضاء الصيني .
وهنا دخل باقي المستعمرين الاوربيين علي الخط ..
فرنسا والولايات المتحدة طالبتا بالحرية والمساواة مع بريطانيا في تجارة الأفيون في الصين والإخاء بين الشعوب في صورة استعباد مزيد من الخنازير (وهو اللقب الذي كان البريطانيين يطلقونه علي العمال الصينيين)
لم تكن السلطات الصينية لترضي ببنود تلك الإتفاقيات المهينة ولكنها لم تكن تملك عسكريا القدرة علي صد المستعمرين فلجأت الصين للمماطلة والمحاكم الدولية لتجنب تنفيذ الاتفاقيات بينما واصلت بريطانيا إغراق الصين بالأفيون .
وجاء تفكير بريطانيا ومعها فرنسا هذه المرة في شن حرب تأديبية أخري علي الإمبراطورية الصينية لدفعها للرضوخ للمعاهدات، وبدا أن حرب استعمارية أخري تلوح في الأفق ، كانت تلك هي ...
حرب الأفيون الثانية .
" دخلت العصابتان البريطانية والفرنسية كاتدرائية آسيا. أحدهما قام بالنهب، والآخر قام بالحرق. وأحد هذين المنتصرين ملأ جيوبه والثاني ملأ صناديقه، ورجعا إلى أوروبا أيديهم في يد بعضٍ ضاحكين. إن الحكومات تتحول أحيانًا إلي لصوص ولكنّ الشعوب لا تفعل ذلك"
— فيكتور هوجو.
••••••••••••••••••••••••••••••••••
*رأينا كيف استطاعت الإمبراطورية البريطانية الإستعمارية استخدام أقذر الأساليب في حرب الإمبراطورية السماوية الصينية وكيف أنها جعلت من الأغلبية الساحقة من شعب الصين مدمنا علي الأفيون مما أدي لإنهيار اقتصادي اجتماعي في المجتمع الصيني ،وعندما حاولت السلطات الصينية مقاومة ومنع تلك الحرب الشيطانية القذرة ،ثارت الإمبراطورية البريطانية ودخل علي الخط الفرنسيين والأمريكان لمحاولة الحصول علي نصيب من الكعكة الصينية، وجاءت حرب الأفيون الثانية...
من الغريب علي قوي الإحتلال أن تبحث لها عن مبرر أخلاقي لشن الحروب علي مجتمعات آمنة، وهذا ما فعله البريطانيون والفرنسيون ...
* جاء العام 1858 لتتذرع بريطانيا بذريعة واهية لشن الحرب علي الصين فقد أعلنت السلطات البريطانية أن السلطات الصينية قد اعتدت علي سفينة ترفع العلم البريطاني أمام السواحل الصينية وفي تكملة للمشهد الهزلي أعلنت فرنسا أن السفينة كانت تقل مبشرا مسيحي فرنسي قتل في الإعتداء علي السفينة..
وكان هذا سبباً كافيا - من وجهة نظر المحتلين الأوربيين - لمهاجمة الأراضي الصينية .
وهذا ما حدث ...
* في البداية طالبت بريطانيا الإمبراطور بالاعتذار الرسمي عما حدث، ولكن قُوبل الطلب بالرفض القاطع، فنشبت الحرب الثانية، حرب أشد ضراوة من الحرب الأولي، فسارع نائب الإمبراطور إلى عرض التفاوض، إلا أن بريطانيا رفضت؛ إذ كانت تريد التفاوض مع الإمبراطور شخصيا، وأن توقع المعاهدة الجديدة في قلب القصر الإمبراطوري، وهو ما لاقى استهجانًا شديدًا من الجانب الصيني،ورغم ذلك فقد رضخ الصينيين في النهاية تحت وطأة المدافع البريطانية الفرنسية .
تم توقيع (معاهدة تيان-تسن) عام 1858، وحصلت دول الإحتلال على ما حاربت لأجله عشرين عامًا...
حرية تجارة الأفيون، وفتح أحد عشر ميناء صينيًا لذلك،
وحق إنشاء السفارات الأجنبية في بكين،
وحق فرنسا في إرسال بعثات تبشيرية،
وحماية من يدخل في المسيحية من الشعب الصيني.
* ورغم القوة العسكرية الكاسحة لأساطيل وقوات الإحتلال الأوربي ورغم ضعف وخنوع الشعب الصيني الذي أذهب الأفيون أي قوة أو همة لديه إلا أن بقايا كرامة لدي الصينين عطلت تنفيذ الاتفاقية المهينة لهم .
هذه المرة قامت القوات البريطانية الفرنسية باقتحام بكين حتي وصلت إلي القصر الإمبراطوري واقتحمته ففر الإمبراطور (شيان) وترك أخيه يتولي شؤون الحكم بينما قامت قوات الاحتلال بانتهاك القصر وإحراقه وظلت أعمال النهب والتخريب في العاصمة أربعة أيام كاملة وحتي تنتهي الحرب تماماً، اضطر الامبراطور لتوقيع أكثر الإتفاقيات إذلالا في تاريخ الصين...
دفع بموجبها أموالًا طائلة للمحتلين، ومن أشد ما جاء فيها ذلا ومهانة هو الموافقة الصريحة على تصدير الخنازير –العمال الصينين- إلى الأمريكتين.
إلي أي درجة وصلت عنصرية وحقارة المحتلين الأوربيين حتي يطلقون علي شعب كامل اسم الخنازير ؟
لكن الأسوأ لم يحدث بعد ...
فالجحيم كان في طريقة نقل العمال الصينيين إلي الولايات المتحدة .
* كان يتم نقل العمال الذين تم الحصول عليهم إما بالخطف أو بالإغراء الكاذب بالمال والحياة الأجمل، عبر سفن كبيرة إلى المناجم والمزارع ليقوموا بالعمل بالسخرة كعبيد في أسوأ ظروف ممكنة ، رغم اعتراضات الحكومة الإمبراطورية الدائمة.
وقد بلغ عدد العمال الذين تم نقلهم إلى سان فرانسيسكو وحدها 100 ألف عامل، وكانت البرتغال وأستراليا وغيرهما من الدول تستقبل «الخنازير» عبر مقاولين يتقاضون نسبة على كل «رأس» يحضرونها. كانت عمليات النقل تتم في ظروف غير آدمية علي الإطلاق ، بلغت معدلات الوفيات فيها 50% من المنقولين، حتى عرفت تلك السفن باسم «الجحيم العائم».
* بحلول العام 1861 كانت البعثتان الرسميتان البريطانية والفرنسية قد وصلتا إلى الصين، وتبعتهما بعثة روسيا ثم الولايات المتحدة، لتتحول الصين بذلك من إمبراطورية مستقلة ذات اكتفاء ذاتي إلى مستعمرة تحكمها الدول الأربعة.
والكارثة الأكبر أن وصل عدد مدمني الأفيون إلى 120 مليون صيني بحلول عام 1878.
* لم تهدأ نفوس العدد القليل من المتيقظين من الشعب الصيني وظلوا في ثورة علي تلك الاوضاع المذرية إلا أن قوي الإحتلال كانت قد وصلت تماماً لما تصبو إليه ونجحت كل من بريطانيا ثم فرنسا ثم روسيا والولايات المتحدة في جعل الأفيون في متناول يد كل أفراد الشعب الصيني وتغييبه أعواما طويلة عن الدنيا .
*ظلت الأمور مضطربة في الصين حتي العقد الأخير من القرن التاسع عشر وما زاد الأوضاع مأساوية هزيمة الصين أمام اليابان ودخول الأخيرة علي خط الاحتلال العرضي الصينية .
لكن ثورة عارمة دموية اندلعت في الصين عام 1899 ضد الوجود الأجنبي بكل أشكاله شكلت اول مسمار في نعش الاحتلال الأجنبي وسلاحه الاقذر في التاريخ الأفيون ، تلك كانت ...
ثورةالملاكمين .
ومنذ أن قررت بريطانيا - بخطة شيطانية - قذرة أن تغرق الشعب الصيني بالأفيون في العقد الثاني من القرن التاسع عشر وحتي آواخر هذا القرن وقد تغيرت الأوضاع تماماً في الصين .
أصبحت الأغلبية الساحقة من الشعب الصيني مدمنة أفيون وظلت الصين تتلقي الهزائم المتتالية من الإمبراطورية البريطانية وتوقع المعاهدات المذلة الواحدة تلو الأخري ،ثم دخلت علي الخط فرنسا وتلتها أمريكا وروسيا وأصبحت الصين مطمعا للمحتل الأوربي ..
* اقتطع الأوربيين أجزاء من الصين منه موانيء هامة أصبحت تحت سلطتهم تماماً ومنها مقاطعة (هونج كونج) التي لم تعد إلي السيادة الصينية إلا عام1997 .
في تلك الأثناء كان الصينين في أحط حالاتهم المعنوية والإقتصادية والإجتماعية علي مدار التاريخ بفعل الأفيون الذي غيب الشعب تماماً عن الحياة ،بينما كان الأوربيين يرتعون في الصين كما يحلو لهم .
كذلك كان للمفوضيات الأوروبية امتيازات تجعلها فوق المساءلة من قبل أي سلطة صينية، حتى أن اللصوص كانوا يختبئون خلف مقر البعثة الدبلوماسية الألمانية فلا يجرؤ رجال الأمن الصيني على المساس بهم. زادت عمليات النهب والسلب في محيط البعثات الدبلوماسية، وحين حاول السفير الألماني مخاطبة اللصوص للخروج وتسليم أنفسهم للشرطة الصينية قتلوه، فأرسلت الدول الأوروبية مزيدًا من الجنود للانتقام لمقتل السفير الألماني.
لكن تلك القوات - وللسخرية- انتقمت من الشعب الصيني وليس من اللصوص.
ثم جاءت الطامة الكبري التي أذهبت ما تبقي من كرامة عند الصينيين ..
حرب دخلتها الصين ضد جارتها اليابان انتهت بهزيمتها هزيمة مخزية عام 1895 .
الآن نحن نقترب سريعا من نهاية القرن التاسع عشر ، الأوضاع في الصين تسير من سيء لأسوء .
كل شيء يتغير وينحدر، أصبح المواطن الصيني يشعر بأنه غريب في بلده ،حتي أن الصيني العادي أصبح مواطن درجة ثانية بينما يفضل عليه الصيني الذي اتبع المبشرين الغربيين ودخل المسيحية، الأوضاع تغلي ،بركان ثائر في أعماق الصينين، اقتربت لحظات انفجاره، الآن نحن في العام 1899 ، لقد انفجر البركان الصيني الشعبي بالفعل في صورة ثورة عارمة أطلق عليها ...
---------------------------------------
ثورة الملاكمين.
كانوا فلاحين صينيين بسطاء يقطنون شمال الصين ،لكنهم قرروا الانتفاض ضد كل ما يمثله الغرب المحتل الخبيث، وقد أيدهم الإمبراطور في ذلك .
تجمعوا، تدربوا علي فنون القتال بالجسد حتي يصمدوا ضد رصاص الأوربيين، ومن هنا جاء الإسم..
الملاكمين.
واندلعت الشرارة الأولي للثورة من قري شمال الصين .
وفي طريقهم دمروا كل ما يرمز للغرب، حطموا الكنائس والمدارس التبشيرية المسيحية، هاجموا المبشرين الغربيين وحتي الصينيين الذين دخلوا المسيحية وقتلوا منهم من وقع تحت أيديهم، انضم إليهم عشرات الآلاف من الصينيين الحانقين علي المحتل .
وتحول الأمر إلي ثورة شعبية ضخمة .
تدحرجت كرة الثلج من الريف إلي المدن الكبري وبدأ الثوار يحاصرون المدن، ومنها بكين العاصمة.وفي بكين تم الفتك بكل ما هو غير صيني ...
من أجانب إلي مسيحيين إلي مدارس إلي مباني بعثات دبلوماسية وحتي خطوط سكك حديدية .
هنا قررت الإمبراطورة الأم الأرملة( تسو هسي) أن تستغل الأمر فأعلنت انحيازها للثوار كما أعلنت الحرب علي الدول الأوربية التي لها وجود في الأراضي الصينية وبذلك التصرف الذكي أبعدت نار الثورة عن أسرة ( تشينغ) الحاكمة وتركزت علي الأجانب المحتلين.
ولكن يبدو أن صراعا كان يدور داخل الأسرة الإمبراطورية الحاكمة نفسها، فقد أعلن السماح لجيش بريطاني بدخول الأراضي الصينية لوقف الثورة ولكن فور دخوله حاصره الثوار الصينيين وفتكوا به.
هنا أدرك المحتلين الأوربيين أنهم تعرضوا للخداع والغدر وقرروا الإنتقام سريعًا.
--------------------------------
*قررت سبع دول غربية أن تقيم تحالف لإخماد ثورة الملاكمين الصينية بمساعدة اليابان وهي :
النمسا ، فرنسا ، ألمانيا ، إيطاليا ، روسيا ، المملكة المتحدة والولايات المتحدة فأرسلت قوات مشتركة لإنهاء الثورة وإنقاذ الدبلوماسيين المحتجزين في بكين ، وعلى الرغم من شجاعة وكفاح الملاكمين إلا أن قوات الإحتلال نجحت في النهاية في استعادة بكين في الرابع عشر من أغسطس عام 1900م ، وفي ذلك الوقت ، قتل مئات الأجانب في بكين ،وكذلك الآلاف من المسيحيين وعشرات الآلاف من الثوار الصينيين بينما هربت الإمبراطورة خوفا علي نفسها وتركت من يفاوض المحتلين لشروط هدنة أكثر مهانة وذلا من كل ما سبق ...
الحكم بالإعدام علي مسؤلي حركة الملاكمين، ودفع تعويضات مهولة للأوربيين وتمركز قوات أجنبية بجوار كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية وغيرها من شروط لا تقبلها أي دولة ذات سيادة .
* انتهت حركة الملاكمين ولكنها كانت شرارة أطلقت في نفوس الصينين الأمل في التحرر من الإستغلال والاحتلال الأجنبي وما هي إلا سنوات قليلة حتي نبذ الصين الحكم الإمبراطوري والاحتلال الأجنبي وتحولت الصين إلي الجمهورية التي نري الآن .
*تذكر كتب التاريخ الغربية الآن ثورة الملاكمين بأنها ثورة همجية ضد الانتشاري المسيحي والحضاري الغربي بين أفراد الشعب الصيني.
بينما يتذكرها الصينيين بأنها الشرارة الأولي للثورة ضد الملكية والاحتلال.
-----------------------------------
أتمنى أن يكون المقال عن حرب الأفيون قد راق للقراء الأعزاء وأضاف لكم .
في انتظار الآراء حول الموضوع
المصدر : حرب الأفيون (سلسلة تاريخ الصين -مكتبة الشعب الصينية )
أحمد عبد الرحيم .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: